فصل: باب: حسن السريرة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الزهد والرقائق ***


ما رواه نعيم بن حماد في نسخته زائدا على ما رواه المروزي عَن ابن المبارك في كتاب الزهد‏.‏

1- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ قَالَ لقي الحسن رجل يريد المسجد لصلاة العشاء في ليلة مظلمة أظنها ذات رداغ فقال أفي مثل هذه الليلة يا أبا سَعِيد فقال الحسن هو التشديد أو الهلكة‏.‏

2- أخبر عَبد الحكيم بن عَبد الله بن أبي فروة عَن رجل قَالَ كان طارق قَالَ إن لم يبايع سَعِيد بن المُسَيَّب لأقتلنه قَالَ فدخلنا على سَعِيد بن المُسَيَّب فقلنا له فقال لاَ أبايع لرجلين فقيل له تغيب فقال أحيث لاَ يقدر علي الله فقلنا اجلس في بيتك فقال أدعى إلى الفلاح فلا أجيب‏.‏

3- أَخْبَرَنَا حكيم بن رزيق قَالَ سَمِعْتُ سَعِيد بن المُسَيَّب سأله أبي فقال إحضار الجنازة أحب إليك أو القعود في المسجد فقال من صلى على جنازة فله قيراط ومن تبعها حتى تقبر فله قيراطان والجلوس في المسجد أحب إلي أن يسبح لله ويهلل ويستغفر فإن الملائكة تقول آمين اللهم اغفر له اللهم ارحمه فإذا فعلت ذاك فقل اللهم اغفر لسعيد بن المُسَيَّب‏.‏

4- أخبر عثمان بن أبي الأسود عَن مجاهد قَالَ اتباع الجنائز أفضل من النوافل‏.‏

5- أَخْبَرَنَا عَبد الرحمن بن يزيد بن جابر عَن إسماعيل بن عُبَيد الله قَالَ حدثتني أم الدرداء أن أبا الدرداء أتى باب معاوية فاستأذن فلم يؤذن له فرجع إلى جلسائه ثم عاد فلم يؤذن له فقال من يغش سدة السلطان يقم ويقعد ومن يجد بابا مغلقا يجد إلى جانبه بابا فيحا رحبا إن دعا أجيب وإن سأل أعطي‏.‏

6- أَخْبَرَنَا يُونُس بن أبي إسحاق وعبد الرحمن المسعودي عَن أبي إسحاق عَن عَمْرو بن ميمون قَالَ كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون إن بيوت الله في الأرض المساجد وإن حقا على الله أن يكرم من زاره فيها‏.‏

7- أَخْبَرَنَا سليمان بن المغيرة عَن ثابت البناني قَالَ حَدَّثَنَا رجل من أهل الشام وكان يتبع عَبد الله بن عَمْرو بن العاص فيسمع منه قَالَ كنت معه فلقي نوفا فقال نوف ذكر لنا أن الله قَالَ لملائكته ادعوا إلي عبادي فقالوا يا رب وكيف والسموات السبع دونهم والعرش فوق ذلك فقال إنهم إذا قالوا لاَ إله إلاَّ الله فقد استجابوا لي ‏,‏ قَالَ يقول عَبد الله بن عَمْرو - قَالَ الشامي وإن يده لعلى عاتقي أو قَالَ ذقني ـ صلينا مع رسول الله صلاة المغرب أو قَالَ غيرها - شك سليمان - فقعد رهط أنا فيهم ينتظرون الصلاة الأخرى فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم يسرع المشي كأني أنظر إلى رفعه إزاره كي يكون أحث له في المشي فانتهى إلي فقال ألا أبشروا هذا ربكم أمر بباب السماء الوسطى - أو قَالَ السماء - ففتحه ففاخر بكم الملائكة فقال انظروا إلى عبادي أدوا حقا من حقي ثم انتظروا أداء حق آخر يؤدونه‏.‏

8- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بن عُيَينة عَن أبي حازم عَن سَعِيد بن المُسَيَّب عَنْ أَبِيهِ قَالَ أتاني عَبد الله بن سلام وأنا في المسجد فقال يا مسيب إن لهذا المسجد أوتادا هم أو‏.‏‏.‏‏.‏ يتعاهدون الرجل فإن كان مريضا عادوه وإن كان في حاجة أعانوه‏.‏

باب‏:‏ في المشي إلى المسجد

9- أَخْبَرَنَا شُعْبَة عَن داود بن فراهيج عَن مولى لسفيان بن مزيد أو قَالَ مرثد أنه كان ينطلق إلى المسجد وهو مستعجل فلقي الزبير بن العوام فقال اقصد في مشيك فإنك في صلاة ولن تخطو خطوة إلاَّ رفعك الله بها درجة وحط بها عنك خطيئة‏.‏

10- أَخْبَرَنَا أبو بكر بن أبي مريم عَن يحيى بن يحيى الغساني قَالَ قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم مشيك إلى المسجد ورجوعك إلى بيتك في الأجر سواء‏.‏

سمعت ابن المبارك قَالَ أفادني هذا الحديث حديث يحيى بن يحيى الغساني بالرقة فرجعت بعد إلى حمص حتى سألته‏.‏

باب‏:‏ في العزلة

11- أَخْبَرَنَا شُعْبَة بن الحجاج عَن خبيب بن عَبد الرحمن عَن حفص بن عاصم بن عُمَر بن الخطاب أن عُمَر بن الخطاب قَالَ خذوا بحظكم من العزلة‏.‏

12- أَخْبَرَنَا إسماعيل بن أبي خالد عَن قيس بن أبي حازم قَالَ سَمِعْتُ طلحة بن عُبَيد الله يقول إن أقل العيب على المرء أن يجلس في داره‏.‏

13- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن سليمان عَن مسلم البطين عَن عدسة الطائي قَالَ مر بنا عَبد الله بن مَسْعود ونحن بزبالة أتينا بطير فقال من أين صيد أو من أين أصيب هذا الطير فقلنا من مسيرة ثلاث فقال لوددت أني حيث أصيب هذا الطير لاَ يكلمني بشر ولا أكلمه‏.‏

14- بلغني عَن ثور عَن مسلم عَن أبي الدرداء قَالَ نعم صومعة المرء المسلم بيته يحفظ عليه نفسه وسمعه وبصره وإياكم ومجالس السوق فإنها تلهي وتطغي‏.‏

15- أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ ما كنت تلقى المسلمين إلاَّ في مساجدهم أو في صوامعهم يعني بيوتهم أو حلا من الدنيا يعذرون بها فلم يكونوا أسقط بين ذلك يحثي النساء في وجوههم كأنه يعني المجانين‏.‏

16- أَخْبَرَنَا ابن لَهِيعة قَالَ حدثني بكر بن سوادة قَالَ كان رجل يعتزل الناس إنما هو وحده فجاءه أبو الدرداء فقال أنشدك الله ما يحملك على أن تعتزل الناس فقال إني أخشى أن أسلب ديني ولا أشعر فقال أترى في الجند مِئَة يخافون الله ما تخافه قَالَ فلم يزل ينقص حتى بلغ عشرة قَالَ فحدثت به رجُلاً من أهل الشام فقال ذاك شرحبيل بن السمط‏.‏

17- أَخْبَرَنَا يحيى بن أيوب عَن ابن غزية قَالَ كان أبو الجهم بن الحارث بن الصمة لاَ يجالس الناس فإذا قيل له قَالَ الناس شر من الوحدة وكان يقول لاَ أؤم أحدا ما عشت ولا أركب دابة إلاَّ وأنا ضامن يريد على الله وكان ـ زعموا ـ من أعبد الناس وأشدهم اجتهادا ‏,‏ وكان لاَ يفارق المسجد‏.‏

18- أَخْبَرَنَا الأوزاعي عَن يحيى بن أبي كثير قَالَ لما قدم معاوية يريد الحج تلقاه أناس من أهل المدينة فقيل لأَبِي هُرَيْرَةَ ألا تركب فتلقى أمير المؤمنين فقال إني أكره أن أركب مركبا لاَ أكون فيه ضامنا على الله‏.‏

19- أَخْبَرَنَا ابن لَهِيعة قَالَ حدثني ابن غزية أن حمزة من بعض ولد ابن مَسْعود قَالَ طوبى لمن أخلص دعاءه وعبادته لله ولم يشغل قلبه بما ترى عيناه ولم ينسه ذكر الله ما تسمع أذناه ولم يحزن نفسه بما أعطي غيره‏.‏

20- أَخْبَرَنَا زائدة بن قدامة عَن سليمان عَن موسى بن عَبد الله عَن أمه - قَالَ سليمان وأمه بنت حذيفة - عَن حذيفة قَالَ والله لوددت أن لي من يصلح لي في مالي ثم أغلقت علي بابي فلم يدخل علي بشر ولم أخرج إليه حتى ألحق بالله‏.‏

21- أَخْبَرَنَا مالك بن مغول قَالَ أَخْبَرَنَا الشعبي قَالَ ما جلس ربيع بن خثيم على مجلس ولا ظهر طريق كذا وكذا قَالَ أخاف أن يظلم رجل فلا أنصره أو يفتري رجل على آخر وأكلف عليه الشهادة أو يسلم علي فلا أرد السلام أو يقع عَن حاملة حملها ولا أحمل عليها قَالَ فأنشأ يذكر من هذا قَالَ وكنا ندخل عليه بيته‏.‏

22- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ قَالَ لم ير ربيع بن خثيم في المجلس قط‏.‏

23- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن منصور عَن إبراهيم قَالَ قَالَ فلان ما أرى ربيع بن خثيم تكلم منذ عشرين سنة بكلمة إلاَّ تصعد‏.‏

24- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن نسير بن ذعلوق عَن إبراهيم التيمي قَالَ حدثني من صحب ربيع بن خثيم عشرين عاما فلم يسمع منه كلمة تعاب عليه‏.‏

قَالَ ونا أيضا قَالَ جالس رجل أراه من تيم ربيع بن خثيم عشر سنين قَالَ فما سألني عَن شيء إلاَّ أنه قَالَ والدتك حية وقال كم لكم من مسجد‏.‏

25- أَخْبَرَنَا عيسى بن عُمَر قَالَ كأنهم ذكروا عند ربيع بن خثيم شيئا من أمر الناس فقال ربيع ذكر الله خير لكم من ذكر الرجال‏.‏

26- أَخْبَرَنَا عيسى بن عُمَر قَالَ أَخْبَرَنَا عَمْرو بن مرة قَالَ حدثني رجل من أهل ربيع بن خثيم ما سمعنا من ربيع كلمة نرى عصى الله فيها منذ عشرين سنة‏.‏

27- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن أبي طعمة عَن رجل من الحي وربما قَالَ هبيرة بن خزيمة قَالَ أتيت ربيع بن خثيم بنعي الحسين وقالوا اليوم يتكلم فقال قتلوه ومد بها سفيان صوته اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ‏.‏

28- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ أبا وائل سأله رجل أنت أكبر أم ربيع قَالَ أَنَا أكبر منه سنا وهو أكبر مني عقلا‏.‏

29- أَخْبَرَنَا عيسى بن عُمَر قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرو بن مرة قَالَ مر ربيع بن خثيم بميثم صاحب الزمان ومع ميثم جليس للربيع فقال ميثم لجليس الربيع في أي واد يهيم هذا قَالَ والله ما ندري ما نحن حين نقوم من عنده إلاَّ كهيئتنا حين نجلس قَالَ أدخلني عليه فإني قلما كلمت رجُلاً إلاَّ كدت أعرف نحوه الذي يأخذ فيه قَالَ فدخلنا عليه قَالَ فتكلم ميثم وكان صاحب كلام ‏,‏ فذكر اختلاف الناس وذكر ثم استغفر ثم سكت ثم تكلم ربيع فذكر الأمر الجامع الجنة والنار ونحو هذا - ثم استغفروا وسكت فلما خرج قَالَ الرجل لميثم مه قَالَ ما أنا حين قمت إلاَّ كهيئتي حين جلست‏.‏

30- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بن عُيَينة قَالَ حَدَّثَنَا رجل قيل للحسن في شيء قاله يا أبا سَعِيد ما سمعت أحدا من الفقهاء يقول هذا ‏,‏ قَالَ وهل رأيت فقيها قط إنما الفقيه الزاهد في الدنيا الراغب في الآخرة الدائب في العبادة قَالَ وما رأيت فقيها قط يداري ولا يماري ينشر حكمة الله فإن قبلت حمد الله وإن ردت حمد الله‏.‏

31- أَخْبَرَنَا عيسى عَن عَمْرو بن مرة أنه حدثهم قَالَ قَالَ الربيع بن خثيم لجليس له أيسرك أن تؤتى بصحيفة من النبي صلى الله عليه وسلم لم يفك خاتمها قَالَ نعم قَالَ فاقرأ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ فقرأ إلى آخر الثلاث الآيات‏.‏

32- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كان بكر يذكر عَن ربيع بن خثيم أنه كان يقول يا بكر بن ماعز اخزن عليك لسانك‏.‏ إلاَّ مما لك ولا عليك فإني اتهمت الناس على ديني أطع الله فيما علمت وما استؤثر به عليك فكله إلى عالمه ما أنا في العمد أخوف مني عليكم في الخطأ ما خيركم اليوم بخيرة ولكنه خير من آخر شر منه ما تبتغون الخير حق ابتغائه ولا تفرون من الشر حق فراره وما كل ما أنزل على مُحَمد أدركتم وما كل ما تقرءون تدرون ما هو السرائر التي يخفين من الناس وهن عند الله بواد التمسوا دواءها وما دواؤها أن تتوب ثم لاَ تعود‏.‏

33- أَخْبَرَنَا أشعث بن سوار عَن ابن سيرين عَن ربيع بن خثيم أنه قَالَ أقلوا الكلام إلاَّ في تسع تسبيح وتحميد وتهليل وتكبير وقراءة القرآن وأمر بالمعروف ونهي عَن المنكر وسؤالك الخير وتعوذك من الشر حين دخل على علقمة‏.‏

34- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَن يحيى بن المختار قَالَ سَمِعْتُ الحسن وجاءه رجل فزحم الناس فضحك الرجل وقال إذا جئت زحمت فضحك الآخر فقال مه ثم ضحك أيضا فقال كان الناس والسن لاَ يزيد الرجل إلاَّ خيرا وليس من جرب كمن لم يجرب فالناس اليوم يذهبون سفالا سفالا قلت الأمانة واشتد الشح فإنا لله وإنا إليه راجعون والله ما أصبح بها مؤمن إلاَّ أصبح مهموما محزونا مما يراعي من نفسه ومما يراعي من الناس ذهبت الوجوه والمعارف فلا نكاد اليوم نعرف شيئا إن الدنيا كانت مرة مقبلة حلوة فقد ذهبت حلاوتها وذهبت طمأنينتها وذهبت سلوتها وذهب صفوها وبقي كدرها‏.‏

باب‏:‏ المزاح

35- أَخْبَرَنَا ابن أبي رواد قَالَ كتب الحجاج إلى الوليد أن عُمَر كهف للمنافقين فرفعه إليه فاستصحبه ناس فخرج إليهم وقد اجتمعوا ليخرجوا معه فقال أكلكم قد حضر قالوا نعم ‏,‏ قَالَ فحمد الله وأثنى عليه وكانوا يفعلون ذلك إذا تكلموا ثم قَالَ اتقوا الله وحده لاَ شريك له وإياي والمزاحة فإنها تجر القبيحة وتورث الضغينة تحدثوا بالقرآن وتجالسوا له فإن ثقل عليكم فحديث حسن من حديث الرجال سيروا بسم الله‏.‏

باب‏:‏ من ترك شيئا لله

36- أَخْبَرَنَا يزيد بن إبراهيم عَن أبي هارون الغنوي عَن مسلم بن شداد عَن عُبَيد بن عمير عَن أبي بن كعب قَالَ ما ترك عَبد شيئا لاَ يتركه إلاَّ لله إلاَّ آتاه الله مما هو خير منه من حيث لاَ يحتسب ولا تهاون عَبد أو أخذه من حيث لاَ يصلح له إلاَّ أتاه الله بما هو أشد منه من حيث لاَ يحتسب‏.‏

37- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن سليمان عَن أبي الضحى عَن مسروق عَن ابن مَسْعود قَالَ لاَ تتركون خصلة مما تؤمرون به إلاَّ أبدلكم الله بها أشد عليكم منها‏.‏

38- أَخْبَرَنَا إسماعيل المكي عَن مُحَمد بن سيرين عَن شريح قَالَ دع ما يريبك إلى ما لاَ يريبك فإنك لن تجد فقد شيء تركته ابتغاء وجه الله‏.‏

39- أَخْبَرَنَا ابن عُيَينة عَن إسرائيل أبي موسى عَن عَبد الله بن الحسن قَالَ قَالَ علي لاَ يترك الناس شيئا من دينهم إرادة استصلاح دنياهم إلاَّ فتح الله عليهم ما هو أضر عليهم وما هو شر عليهم منه‏.‏

باب‏:‏ في الورع

40- أَخْبَرَنَا بشير أبو إسماعيل قَالَ حدثني يحيى بن عَبد الرحمن قَالَ سَمِعْتُ الضحاك بن مزاحم يقول كان أولوكم يتعلمون الورع ويأتي عليكم زمان يتعلم فيه الكلام وكان أولوكم أخوف ما يكونون من الموت أصح ما يكونون‏.‏

41- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن أبي السوداء عَن الضحاك قَالَ أدركتهم وما يتعلمون إلاَّ الورع‏.‏

قَالَ وغير واحد يعني سفيان عَن مورق العجلي قَالَ ما امتلأت غيظا قط ولا تكلمت في غضب قط فأندم عليه إذا رضيت ولقد تعلمت الصمت عشر سنين ولقد سألت ربي مسألة عشر سنين فما أعطانيها وما أيست منها وما تركت الدعاء بها وما أحد يموت فأوجر عليه إلاَّ أحببت أن يموت فسئل ما الذي دعا ربه فقال ترك ما لاَ يعنيني‏.‏

باب‏:‏ استماع اللهو

42- أَخْبَرَنَا خالد بن حُمَيد عَن عَبد الرحمن بن زياد بن أنعم أن أبا ذر الغفاري دعي إلى وليمة فلما حضر إذا هو بصوت فرجع فقيل له ألا تدخل فقال أسمع فيه صوتا ومن كثر سوادا كان من أهله ومن رضي عملا كان شريك من عمله‏.‏

43- أَخْبَرَنَا مالك بن أنس عَن مُحَمد بن المنكدر قَالَ يقال يوم القيامة أين الذين كانوا ينزهون أنفسهم وأسماعهم عَن اللهو ومزامير الشياطين اجعلوهم في رياض المسك ثم يقول للملائكة أسمعوهم حمدي وثناء علي وأخبروهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون‏.‏

44- أَخْبَرَنَا يحيى بن أيوب عَن عُبَيد الله بن زحر عَن سعد بن مَسْعود أن يحيى بن زكريا لقي عيسى ابن مريم صلى الله عليهما فقال أخبرني بما يقرب من رضا الله وما يبعد من سخط الله فقال لاَ تغضب ‏,‏ قَالَ الغضب ما يبدئه وما يعيده قَالَ التعزز والحمية والكبرياء والعظمة قَالَ فغير ذلك أسألك عنه قَالَ سل عما بدا لك قَالَ الزنا ما يبدئه وما يعيده قَالَ النظر فيقع في القلب ما يكثر الخطو إلى اللهو والغنى فتكثر الغفلة والخطيئة ولا تدم النظر إلى ما ليس لك فإنه لن يعسك ما لم تر ولن يرسك ما لم تسمع‏.‏

باب‏:‏ في إعجاب المرء بنفسه

45- أَخْبَرَنَا جعفر بن حيان عَنِ الْحَسَنِ قَالَ قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم كفى لامرئ من الشر أن يشار إليه بالأصابع دينه أو دنياه إلاَّ من عصم الله‏.‏

46- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن رجل من الأنصار قَالَ ما استوى رجلان صالحان أحدهما يشار إليه بالأصابع والآخر لاَ يشار إليه‏.‏

47- أَخْبَرَنَا زائدة عَن منصور عَن إبراهيم قَالَ كانوا يكرهون أن توطأ أعقابهم‏.‏

48- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن هارون بن عنترة عَن سليم بن حنظلة قَالَ نظر عُمَر بن الخطاب إلى أبي بن كعب ومعه ناس فعلاه بالدرة فقال يا أمير المؤمنين ما تصنع قَالَ إنها فتنة للمتبوع ومذلة للتابع‏.‏

49- أَخْبَرَنَا ابن عُيَينة عَن عَمْرو بن دينار عَن يحيى بن جعدة أن ناسا كانوا يتبعون سلمان فقال هذا خير لكم وشر لي‏.‏

50- أَخْبَرَنَا جرير بن حازم أن أيوب حدثه قَالَ سَمِعْتُ الحسن يقول إن خفق النعال خلف الرجال لاَ تلبث قلوب الحمقى‏.‏

باب‏:‏ في المداحين

51- أَخْبَرَنَا جعفر بن حيان عَنِ الْحَسَنِ أن رجُلاً مدح صاحبه عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال ويحك قطعت عنق صاحبك والذي نفسي بيده لو سمع ما قلت له ما أفلح إلى يوم القيامة‏.‏

52- إسماعيل بن عياش قَالَ حَدَّثَنَا أبو سلمة الحمصي عَن يحيى بن جابر قَالَ قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مدحت أخاك في وجهه فكأنما أمررت على حلقه موسى رميضا‏.‏

53- أَخْبَرَنَا حماد بن سلمة عَن عطاء بن السائب أن أبا البختري وأصحابا له كان إذا مشى أحدهم في الطريق فسمع ثناء عليه ثنى منكبيه وقال خشعت لله‏.‏

54- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن أبي الوازع النهدي قَالَ سَمِعْتُ ابن عُمَر قَالَ له رجل لاَ يزال الناس بخير ما عشت فغضب وقال إني لأحسبك عراقيا وهل تدري ما يغلق ابن أمك عليه بابه‏.‏

55- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ قَالَ كان الربيع بن خثيم يتبعه شاب من الحي يوم الجمعة إذ راح قَالَ فيقول بيده أعوذ بالله من شركم‏.‏

56- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ قَالَ قيل لمحمد بن واسع إني لأحبك في الله فقال أحبك الذي أحببتني له اللهم إني أعوذ بك أن أحب لك وأنت لي مبغض أو ماقت ‏,‏ قَالَ سفيان فكان يقال إذا عرفت نفسك لم يضرك ما قيل لك‏.‏

57- أَخْبَرَنَا إبراهيم بن نشيط قَالَ سَمِعْتُ عُمَر مولى غفرة يقول أبعد الناس من النفاق أشدهم تخوفا على نفسه منه الذي يرى أنه لاَ ينجيه منه شيء وأقرب الناس منه إذا زكي بما ليس فيه ارتاح قلبه وقبله وقال قل إذا زكيت بما ليس فيك اللهم اغفر لي ما لاَ يعلمون ولا تؤاخذني بما يقولون فإنك تعلم ولا يعلمون‏.‏

58- أَخْبَرَنَا يحيى بن سَعِيد عَن شيخ من الأنصار أنه كان يقول اللهم ذكرا خاملا لي ولولدي لاَ ينقصنا ذلك عندك‏.‏

59- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن نسير بن ذعلوق قَالَ ما رأيت ربيع بن خثيم متطوعا في مسجد الحي غير مرة‏.‏

وعن النعمان بن قيس قَالَ ما رأيت عبيدة رحمه الله متطوعا في مسجد الحي‏.‏

باب‏:‏ في الرياء

60- أَخْبَرَنَا وهيب أنه بلغه أن مجاهدا كان يقول في هذه الآية أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ الآية قَالَ أهل الرياء ‏,‏ أهل الرياء‏.‏

61- أَخْبَرَنَا أبو سنان الشيباني أنه بلغه عَن مجاهد في قوله يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ قَالَ الرياء‏.‏

62- أَخْبَرَنَا أبو سنان الشيباني أن عُمَر بن الخطاب رحمه الله قَالَ الأعمال على أربعة وجوه عامل صالح في سبيل هدى يريد به الدنيا فليس له في الآخرة شيء ذلك بأن الله تبارك وتعالى يقول مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ الآية وعامل رياء ليس له ثواب في الدنيا والآخرة إلاَّ الويل وعامل صالح في سبيل هدى يبتغي به وجه الله والدار الآخرة فله الجنة في الآخرة مع ما يعان به في الدنيا وعامل خطايا وذنوب ثوابه عقوبة الله إلاَّ أن يغفر الله له فإنه أهل التقوى وأهل المغفرة‏.‏

63- أَخْبَرَنَا ابن لَهِيعة عَن موسى بن وردان عَن أبي الهيثم عَن أبي سَعِيد الخدري قَالَ اقرءوا القرآن تسألون الله به قبل أن يقرأه أقوام يسألون به الناس سيقرأ القرآن ثلاثة رجال رجل يباهي به الناس ورجل يستأكل به الناس وقارئ يقرأه لله‏.‏

64- أَخْبَرَنَا ابن لَهِيعة قَالَ حدثني أبو المصعب مشرح بن هاعان قَالَ سَمِعْتُ عقبة بن عامر الجهني يقول أكثر منافقي هذه الأمة قراؤها‏.‏

65- أَخْبَرَنَا مالك بن أنس عَن عَبد الله بن أبي بكر عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ قَالَ شداد بن أوس وتسجى بثوب ثم بكى وبكى فقال له قائل ما يبكيك يا أبا يعلى قَالَ إن أخوف ما أخاف عليكم الشهوة الخفية ‏,‏ والرياء الظاهر إنكم لن تؤتوا إلاَّ من قبل رؤوسكم إنكم لن تؤتوا إلاَّ من قبل رؤوسكم إنكم لن تؤتوا إلاَّ من قبل رؤوسكم الذين إن أمروا بخير أطيعوا وإن أمروا بشر أطيعوا وما المنافق إنما المنافق كالجمل اختنق فمات في ربقه لن يعدو شره نفسه‏.‏

باب‏:‏ حسن السريرة

66- أَخْبَرَنَا عَبد الحكيم بن أبي فروة عَن مُحَمد بن كعب القرظي قَالَ قَالَ لي عُمَر بن عَبد العزيز وأنا أذكره إن استطعت يا أبا حمزة أن لاَ يكون أحد أسعد بما نسمع منك فافعل‏.‏

67- أَخْبَرَنَا إسماعيل بن عياش أو غيره عَن رجل عَن يزيد بن ميسرة قَالَ قَالَ الله إني لست كل كلام الحكيم أتقبل ولكني أنظر إلى همه وهواه فإن كان همه وهواه لي جعلت صمته وقارا وحمدا لي وإن لم يتكلم‏.‏

68- أَخْبَرَنَا جعفر بن حيان عَنِ الْحَسَنِ قَالَ لاَ يزال العبد بخير إذا قَالَ ‏,‏ قَالَ لله وإذا عمل يعمل لله‏.‏

69- أَخْبَرَنَا ابن عياش عَن أبي سلمة الحمصي عَن يحيى بن جابر عَن يزيد بن ميسرة قَالَ كتب حكيم من الحكماء ثلاثمِئَة وستين مصحفا من مصاحفكم فأوحى الله إليه أنك قد ملأت الأرض بقاقا وأن الله لاَ يقبل شيئا من بقاقك‏.‏

70- أَخْبَرَنَا سَعِيد بن أبي أيوب قَالَ حَدَّثَنَا أبو هانئ الخولاني أنه سمع خالد بن أبي عمران يقول قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم من أطاع الله فقد ذكر الله وإن قلت صلاته وصيامه وتلاوته القرآن ومن عصى الله فقد نسي الله وإن كثرت صلاته وصيامه وتلاوته القرآن‏.‏

71- أَخْبَرَنَا الأوزاعي عَن يحيى بن أبي كثير قَالَ يصعد الملك بعمل العبد مبتهجا به فإذا انتهى إلى ربه قَالَ اجعلوه في سجين إني لم أرد بهذا‏.‏

72- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن عطاء بن السائب عَن أبي البختري عَن سلمان قَالَ إن لكل امرئ جوانيا وبرانيا فمن يصلح جوانيه يصلح الله برانيه ومن يفسد جوانيه يفسد الله برانيه‏.‏

73- أَخْبَرَنَا عوف عَن معبد الجهني قَالَ قَالَ عثمان بن عفان لو أن عبدا دخل بيتا في جوف بيت فأدمن هناك عملا أوشك الناس أن يتحدثوا به وما من عامل يعمل إلاَّ كساه الله رداء عمله إن خيرا فخير وإن شرا فشر‏.‏

74- أَخْبَرَنَا المسعودي عَن عاصم عَن أبي وائل عَن ابن مَسْعود قَالَ من يرائي يرائي الله به ومن يسمع يسمع الله به ومن تطاول تعظما خفضه الله ومن تواضع تخشعا رفعه الله وموسع عليه في الدنيا مقتور عليه في الآخرة ومقتور عليه في الدنيا موسع عليه في الآخرة ومستريح ومستراح منه قالوا ما المستريح قَالَ المؤمن إذا مات استراح وأما المستراح منه فهو الذي يظلم الناس ويغشهم في الدنيا فإذا مات فهو المستراح منه‏.‏

75- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ أَخْبَرَنَا عاصم الأحول قَالَ قَالَ لي الفضيل الرقاشي لاَ يلهينك الناس عَن نفسك فإن الأمر يخلص إليك دونهم ولا تقطع النهار بكذا وكذا فإنك محفوظ عليك ما عملت واعلم أني لم أر شيئا أشد طلبا ولا أسرع إدراكا من حسنة حديثة لذنب قديم‏.‏

سمعت سفيان قَالَ يقال تعوذوا بالله من فتنة العابد الجاهل وفتنة العالم الفاجر فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون‏.‏

76- أَخْبَرَنَا الربيع بن أنس عَنِ الْحَسَنِ في هذه الآية ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ قَالَ اعملوا وأبشروا فإنه حق على الله أن يستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله‏.‏

باب‏:‏ في التقوى

77- أَخْبَرَنَا مُحَمد بن يسار عَن قتادة قَالَ قَالَ عامر بن عَبد قيس آية في كتاب الله أحب إلي من الدنيا جمعا أن أعطاها وجعلني الله من المتقين‏.‏

78- أَخْبَرَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ عَن شراحيل بن يزيد عَن عُبَيد بن عمير أنه سمع فضالة بن عُبَيد يقول لأن أكون أعلم أن الله تقبل مني مثقال حبة من خردل أحب إلي من الدنيا وما فيها لأن الله تبارك وتعالى يقول إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ‏.‏

79- أنا سَعِيد بن أبي أيوب عَن عَبد الله بن الوليد عَن عباس بن جليد قَالَ قَالَ أبو الدرداء تمام التقوى أن يتقي الله العبد حتى يتقيه في مثقال ذرة حتى يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حراما ‏,‏ يكون حجابا بينه وبين الحرام فإن الله قد بين للعباد الذي يصيرهم إليه قَالَ الله فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ فلا تحقرن شيئا من الشر أن تتقيه ولا شيئا من الخير أن تفعله‏.‏

80- أَخْبَرَنَا ابن المبارك أَخْبَرَنَا المسعودي عَن شقيق بن سلمة أنه تلا هذه الآية إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا قَالَ لقد علمت أن التقي ذو نهية‏.‏

81- أَخْبَرَنَا عقبة بن عَبد الله الرفاعي قَالَ حدثني القاسم بن عُبَيد قَالَ قلت لأنس بن مالك يا أبا حمزة ادع الله لنا قَالَ الدعاء يرفعه العمل الصالح‏.‏

باب‏:‏ في الصدقة من المال الحرام

باب‏:‏ في تأخر الإجابة للدعاء‏.‏

82- أَخْبَرَنَا إسماعيل بن عياش قَالَ حدثني راشد بن أبي راشد عَن يزيد بن ميسرة قَالَ قَالَ نبي من الأنبياء يا رب دعاك فلان النبي وفلان النبي فأجبتهم ودعوتك فلم تجبني فقال إن فلانا النبي وفلانا النبي دعوني والأجل الذي أهلك فيه أمتهم مستأخر فاستجبت لهم وإنك دعوتني والأجل الذي أهلك فيه أمتك قد حضر فوعزتي لو كان فيهم موسى وإلياس مع أنبياء قد سماهم ثم كان فيهم ولد أحدهم أو أبوه أو أمه لم أنج له إلاَّ نفسه‏.‏

باب‏:‏ في الإخلاص في الدعاء

83- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن سليمان عَن مالك بن الحارث قَالَ جاء ربيع بن خثيم إلى علقمة فذكر شيئا فقال إن الله لاَ يقبل من العمل إلاَّ الناخلة يعني محض قلبه فعجب به ربيع فقال عَبد الرحمن بن يزيد لعلقمة أما سمعت ابن مَسْعود يقول إن الله لاَ يقبل من مسمع ولا مراء ولا لاعب ولا داع إلاَّ داعيا دعاء ثبتا من قلبه‏.‏

84- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن معن عَن شيخ من أصحاب عَبد الله أن عَبد الله رأى رجُلاً يسأل الله وفي يده حصى ‏,‏ فقال إذا سألت ربك خيرا فلا تسأله وفي يدك الحجر‏.‏

85- أَخْبَرَنَا سَعِيد بن أبي أيوب عَن بكر بن عَمْرو عَن صفوان بن سليم قَالَ قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إن القلوب أوعية وبعضها أوعى من بعض فادعوا الله أيها الناس حين تدعون وأنتم موقنون بالإجابة فإن الله لاَ يستجيب لعبد دعاء عَن ظهر قلب غافل‏.‏

86- أَخْبَرَنَا سَعِيد بن سنان الحمصي عَن بعض من ذكره عنه قَالَ أوحى الله إلى نبي من الأنبياء أن العذاب حان قَالَ فذكر ذلك النبي لقومه وأمرهم أن يخرجوا أفاضلهم فيتوبوا قَالَ فخرجوا فأمرهم أن يخرجوا ثلاثة نفر من أفاضلهم وفدا إلى الله أو قَالَ بوفادتهم إلى الله قَالَ فخرج وفدهم أمام القوم فقال أحد الثلاثة اللهم إنك أمرتنا في التوراة التي أنزلت على عبدك موسى أن نعفو عمن ظلمنا وإنا ظلمنا أنفسنا فاعف عنا قَالَ وقال الآخر اللهم إنك أمرتنا في التوراة التي أنزلت على عبدك موسى أن لاَ نرد السؤال إذا قاموا ببابنا وإنا سؤال من سؤالك بباب من أبوابك فلا ترد سؤالك وقال الثالث اللهم أمرتنا في التوراة التي أنزلت على عبدك موسى أن نعتق رقابا وإنا عبيدك وأرقاؤك فأوجب لنا عتقنا قَالَ فأوحى الله إليه أنه قبل منهم وعفا عنهم‏.‏

باب‏:‏ في لزوم السنة

87- أَخْبَرَنَا الربيع بن أنس عَن أبي داود عَن أبي بن كعب قَالَ عليكم بالسبيل والسنة فإنه ما على الأرض من عَبد على السبيل والسنة ذكر الله ففاضت عيناه من خشية ربه فيعذبه الله أبدا وما على الأرض من عَبد على السبيل والسنة ذكر الله في نفسه فاقشعر جلده من خشية الله إلاَّ كان مثله كمثل شجرة قد يبس ورقها فهي كذلك إذا أصابتها ريح شديدة فتحات عنها ورقها إلاَّ حط الله عنه خطاياه كما تحات عَن تلك الشجرة ورقها وإن اقتصادا في سبيل وسنة خير من اجتهاد في خلاف سبيل وسنة فانظروا أن يكون عملكم إن كان اجتهادا أو اقتصادا أن يكون على منهاج الأنبياء وسنتهم‏.‏

88- أَخْبَرَنَا الربيع بن أنس قَالَ سمعنا عَن كعب الأحبار وقرأ قَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ فقال إنكم قد أعطيتم أيتها الأمة أمرا لم يكن أعطيه أحد من قبلنا إلاَّ أن يكون نبيا أو حظية الرجل المخبأ فقال له سل تعطه فقال إنه ليس على الأرض عَبد على سبيل وسنة يسأل ربه أمرا إلاَّ استجيب له فيه إما أن يعجل له أو يدخر له من الخير عند الله ما هو أفضل من ذلك أو يكفر عنه من السيئات ما هو خير له من ذلك أو يدفع عنه في الدنيا أو يعطى من الرزق أفضل مما سأله ما لم يسأل أمرا فيه إثم أو قطيعة الرحم‏.‏

قَالَ نعيم سمعت ابن المبارك يقول أعطيت دريهمات لأني لم أصل إليه وكان قدم علينا مرو فنزل على بعض الأمراء يعني الربيع بن أنس‏.‏

89- حَدَّثَنَا نعيم قَالَ حدثني مُحَمد بن كثير عَن ليث عَن مجاهد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ في قوله الكتاب والحكمة قَالَ الكتاب والسنة‏.‏

90- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَن قتادة مثله‏.‏

91- حَدَّثَنَا نعيم قَالَ حَدَّثَنَا إبراهيم بن مُحَمد الفزاري عَن الأوزاعي عَن حسان بن عطية قَالَ كان جبريل ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيعلمه السنة كما يعلمه القرآن‏.‏

92- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَن علي بن زيد عَن أبي نضرة قَالَ كنا عند عمران بن حصين قَالَ فجعل يحدثنا قَالَ فقال رجل حَدَّثَنَا عَن كتاب الله قَالَ فغضب عمران فقال إنك أحمق ذكر الله الزكاة في كتابه فأين من المئتين خمسة ذكر الله الصلاة في كتابه فأين الظهر أربعا حتى ذكر الصلوات ذكر الله الطواف في كتابه فأين الطواف بالبيت سبعا وبالصفا والمروة سبعا إنا نحكم ما هناك وتفسره السنة‏.‏

93- حَدَّثَنَا نعيم قَالَ حَدَّثَنَا عَبد الوهاب عَن هشام بن حسان عَنِ الْحَسَنِ قَالَ قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما في كتاب الله آية إلاَّ ولها ظهر وبطن ولكل حد مطلع‏.‏

94- حَدَّثَنَا ابن المبارك قَالَ سَمِعْتُ غير واحد في هذا الحديث ما في كتاب الله آية إلاَّ ولها ظهر وبطن يقول لها تفسير ظاهر وتفسير خفي ولكل حد مطلع قَالَ يطلع عليه القوم فيستعملونه على تلك المعاني ثم يذهب ذلك القرن فيجيء قرن آخر يطلعون منها على معنى آخر فيذهب عليه ما كان عليه من قبلهم فلا يزال الناس على ذلك إلى يوم القيامة يقول ينهى عَن ذلك ولكن يفسره السنة‏.‏

باب‏:‏ في جهد المقل في الصدقة

95- حَدَّثَنَا داود بن قيس عَن زيد بن أسلم قَالَ قَالَ أبو هريرة سبق درهم مِئَة ألف درهم قد كان رجل أو كأنه رجل له مال كثير فأخذ من عرض ماله مِئَة ألف فتصدق به وكان رجل ليس له إلاَّ درهمان فأخذ خيرهما فتصدق به‏.‏

باب‏:‏ في دعاء الساهي في الصلاة

96- أَخْبَرَنَا الأوزاعي عَن حسان بن عطية قَالَ إن الرجلين ليكونان في صلاة واحدة وإن بينهما من الفضل لكما بين السماء والأرض ثم فسر ذلك أن أحدهما يكون مقبلا على الله بقلبه والآخر ساه غافل‏.‏

97- أَخْبَرَنَا يحيى بن أيوب عَن عُبَيد الله بن زحر عَن شجرة أبي مُحَمد عَن شفي قَالَ إن الرجلين ليكونان في الصلاة مناكبهما جميعا ولما بين صلاتهما كما بين السماء والأرض وإنهما ليكونان في صيام واحد ولما بين صيامهما لكما بين السماء والأرض‏.‏

باب‏:‏ ما يجب للصائم من الصمت

98- أَخْبَرَنَا يحيى بن أيوب قَالَ حدثني عَبد الله بن قريط أن عطاء بن يسار حدثه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صام رمضان فعرف بحدوده وتحفظ بما ينبغي له أن يتحفظ فيه كفر ما قبله‏.‏

في الصبر على البلاء

99- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِيهِ عَن بكر بن ماعز قَالَ كان في وجه ربيع شيء فكان فمه يسيل قَالَ فرأى في وجهي المساءة فقال يا بكر ما يسرني أن هذا الذي في بأعتى الديلم على الله‏.‏

100- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ قَالَ قيل للربيع بن خثيم وكان أصابه الفالج لو تداويت فقال لقد هممت به ثم ذكرت عادا وثمود وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا كانت فيهم الأوجاع وكانت لهم أطباء فما بقي المداوي ولا المداوى إلاَّ قد فني‏.‏

101- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن أبي حيان عَنْ أَبِيهِ قَالَ عرض لربيع الفالج فكان يهادى بين رجلين فقيل له يا أبا يزيد لو جلست فإن لك رخصة فقال إني أسمع حي على الفلاح فإذا سمع أحدكم حي على الفلاح فليجب ولو حبوا‏.‏

102- أَخْبَرَنَا مالك بن مغول عَن طلحة عَن مسروق قَالَ إن أهل البلاء في الدنيا إذا أثيبوا على بلائهم حتى إن أحدهم ليتمنى أن جلده كان قرض في الدنيا بالمقاريض‏.‏

سمعت سفيان قَالَ كان يقال ليس بفقيه من لم يعد البلاء نعمة والرجاء مصيبة‏.‏

103- أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ قَالَ داود رب لاَ مرض يفنيني ولا صحة تنسيني ولكن بين ذلك‏.‏

قَالَ الحسن كان الرجل إذا طالت سلامته أحب أن يؤخذ منه تكفر به السيئات ‏,‏ ويذكر به المعاد‏.‏

104- أَخْبَرَنَا عَبد الوهاب بن الورد عَن عثمان بن زادويه قَالَ كنت مع سَعِيد بن جبير يريد الجمرة فقلت له هل لك في أخيك وهب بن منبه فهذا منزله قَالَ نعم فانحرفنا إليه ومع سَعِيد ابنه عَبد الله فتحدثنا ثم قَالَ سَعِيد أترى ابني هذا كأني خرجت وأمه حبلى به حتى بلغ ما ترى من السن فقال وهب إني وجدت في كتاب الله المنزل أو قرأته في كتاب الله المنزل في ذكر الصالحين أنهم كانوا إذا طالت بهم العافية حزنوا لذلك ووجدوا في أنفسهم وإذا أصابهم الشيء من البلاء فرحوا به واستبشروا وقالوا الآن عاتبكم ربكم ‏,‏ فأعتبوه‏.‏

105- أَخْبَرَنَا حماد بن سلمة عَن أبي رجاء عَن شهر بن حوشب قَالَ قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يذكر مصيبة وإن قدمت إلاَّ جدد الله له أجرها‏.‏

في ثواب المصيبة

106- أخبرني عُمَر بن سَعِيد بن أبي حسين أن عَمْرو بن شعيب كتب إلى عَبد الله بن عَبد الرحمن بن أبي حسين يعزيه بابن له هلك فذكر في كتابه أنه سمع أباه شعيب بن مُحَمد يحدث عَن جده عَبد الله بن عَمْرو بن العاص قَالَ قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله لاَ يرضى لعبده المؤمن إذا ذهب بصفيه من أهل الأرض فصبر وقال كما أمر به ربه واحتسب بثواب دون الجنة‏.‏

107- أَخْبَرَنَا أسامة بن زيد عَن عَبد الرحمن بن حويرث عَن مُحَمد بن جبير بن مطعم أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ قَالَ الله ما لعبدي المؤمن عندي إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا وأخذته منه إلاَّ الجنة‏.‏

108- أَخْبَرَنَا حماد بن سلمة عَن أبي سنان قَالَ دفنت ابني سنانا وأبو طلحة الخولاني على شفير القبر جالس فلما أردت الخروج أخذ بيدي وأنشطني فقال ألا أبشرك يا أبا سنان قَالَ قلت بلى ‏,‏ قَالَ حدثني الضحاك بن عَبد الرحمن بن عرزب عَن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ إذا مات ولد العبد قَالَ الله عز وجل لملائكته قبضتم ولد عبدي فيقولون نعم فيقول قبضتم ولد عبدي فيقولون نعم فيقول قبضتم ثمرة فؤاده فيقولون نعم فيقول ماذا قَالَ عبدي فيقولون حمدك واسترجع فيقول ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد‏.‏

باب‏:‏ في ثواب المعزي والصبر على المصيبة

109- أَخْبَرَنَا أبو مودود المديني قَالَ حدثني طلحة بن عُبَيد الله بن كريز قَالَ بلغني أن من عزى مسلما بمصيبة كساه الله يوم القيامة رداء أو قَالَ بردا على رؤوس الأشهاد يحبر به فسألت طلحة ما يحبر به قَالَ يغبط به‏.‏

110- أَخْبَرَنَا أبو بكر بن أبي مريم قَالَ سَمِعْتُ أشياخنا يقولون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ إن أهل المصيبة لينزل بهم فيجزعون وتسوء رعتهم فيمر بهم مار من الناس فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون فيكون أعظم أجرا من أهلها‏.‏

111- أخبرني ابن لَهِيعة عَن عطاء بن دينار أن سَعِيد بن جبير قَالَ الصبر اعتراف العبد بما أصيب منه واحتسابه الأجر عند الله ورجاء ثوابه وقد يجزع الرجل وهو متجلد لاَ يرى منه إلاَّ الصبر‏.‏

112- أَخْبَرَنَا مُحَمد بن سليم أبو هلال عَن أبي جمرة الضبعي قَالَ أوصاني أبي أن لاَ تتبعني صوتا وإذا خرجت مع جنازتي فاحمل سريري مع القوم أو امش في ناحيتهم وإذا دفنتني فألظ بالأرض وإذا رجعت فاغسل رأسك واجلس في مجلس قومك‏.‏

113- أَخْبَرَنَا حماد بن سلمة عَن عُبَيد الله بن أبي بكر بن أنس أن أنس بن مالك دفن ابنا له فقال اللهم عبدك وولد عبديك وقد رد إليك اللهم فارأف به وارحمه وجاف الأرض عَن جنبيه وافتح أبواب السماء لروحه وتقبله منا بقبول حسن ثم رجع إلى أهله فغشي أهله وادهن وطعم وكان إذا رأى منهم حزينا زجره‏.‏

114- أَخْبَرَنَا حماد بن سلمة عَن بشر بن حرب قَالَ توفي ابن لسالم بن عَبد الله بن عُمَر فجعل يستثير الحصى بيده فرفع ابن عُمَر ليضرب صدره فأخذ بيده فقال لعلك حزنت قَالَ لاَ ولكني عبثت بالحصى قَالَ يا بني صل صلاة الفجر ثم انتشر فإذا حضرت الظهر ثم انتشر فقال ذلك في الصلوات كلها وقال في العشاء صل ثم نم فوالله لقد أخبرت أن الله يعجب من صلاة الجميع‏.‏

باب‏:‏ في ثواب المؤمن على النفقة ينفقها

115- أَخْبَرَنَا شُعْبَة بن الحجاج عَن أبي إسحاق عَن العيزار بن حريث عَن عُمَر بن سعد عَن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ عجبا للمسلم إن أصابه خير حمد الله وشكره وإن أصابته مصيبة احتسب وصبر المؤمن يؤجر في كل شيء حتى في اللقمة يرفعها إلى فيه‏.‏

116- أَخْبَرَنَا شُعْبَة عَن عَمْرو بن مرة عَن أبي البختري أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أشياء يؤجر فيها الرجل قَالَ يؤجر في كذا ويؤجر في كذا حتى ذكر غشيان أهله فقالوا يا رسول الله يؤجر في شهوة يصيبها قَالَ أرأيت لو كان إثما أليس كان يكون عليه الوزر قَالَ فكذلك يؤجر‏.‏

117- أَخْبَرَنَا شُعْبَة عَن علي بن ثابت قَالَ سَمِعْتُ عَبد الله بن أبي يزيد يحدث عَن أبي مَسْعود عَن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ إن المسلم إذا أنفق على أهله نفقة وهو يحتسبها كانت له صدقة‏.‏

118- أَخْبَرَنَا مِسْعَر عَن زياد عَنِ الْحَسَنِ قَالَ قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنفقتم على أهليكم في غير إسراف ولا إقتار فهو في سبيل الله‏.‏

119- أَخْبَرَنَا حماد بن سلمة عَن يعلى بن عطاء عَن عَمْرو بن الشريد قَالَ قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مؤمن يمرض حتى يحرضه المرض إلاَّ غفر له‏.‏

في الرضا بالقضاء

120- أَخْبَرَنَا عَبد العزيز بن عُمَر أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ كل عَبد موكل به ملكان في مرضه فإذا مرض قالا يا رب إن عبدك فلانا قد مرض وهو أعلم به فيقول انظروا ماذا يقول فإن صبر واحتسب ورجا فيه الخير أديا ذلك إلى الله فيقول الله فإني أشهدكم أنه إن رفعته أبدلته دما خيرا من دمه ولحما خيرا من لحمه وغفرت له ذنبه وإن قبضته أدخلته الجنة وإن جزع وهلع قَالَ إن رفعته أبدلته لحما شرا من لحمه ودما شرا من دمه وعاقبته بذنبه وإن عاقبته أدخلته النار‏.‏

121- أَخْبَرَنَا عَبد الرحمن بن يزيد بن جابر عَن سليمان بن موسى عَن أبي رزين العقيلي قَالَ أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله كيف يحيي الله الموتى قَالَ أمررت بأرض من أرضك مجدبة ثم مررت بها مخصبة قَالَ نعم ‏,‏ قَالَ كذلك النشور قَالَ يا رسول الله ما الإيمان قَالَ أن تشهد أن لاَ إله إلاَّ الله وحده وأن محمدا عبده ورسوله وأن يكون الله ورسوله أحب إليك مما سواهما وأن تحرق بالنار أحب إليك من أن تشرك بالله وأن تحب غير ذي نسب لاَ تحبه إلاَّ لله تبارك وتعالى فإذا كنت كذلك فقد دخل الإيمان قلبك كما دخل حب الماء قلب الظمآن في اليوم القائظ قلت يا رسول الله كيف بأن أعلم أني مؤمن قَالَ ما من أمتي - أو هذه الأمة - من عَبد يعمل حسنة فيعلم أنها حسنة والله جازيه بها خيرا منها ولا يعمل سيئة فيعلم أنها سيئة واستغفر الله منها ويعلم أنه لاَ يغفر الذنوب إلاَّ هو إلاَّ وهو مؤمن‏.‏

122- أَخْبَرَنَا هشام بن حسان عَنِ الْحَسَنِ قَالَ قَالَ ابن مَسْعود لأن ألحس جمرة أحرقت ما أحرقت وأبقت ما أبقت أحب إلي من أن أقول لشيء كان ليته لم يكن أو لشيء لم يكن ليته كان‏.‏

123- أخبرني بقية بن الوليد قَالَ حدثني بحير بن سعد عَن خالد بن معدان قَالَ حدثني يزيد بن مرثد الهمداني أن أبا الدرداء قَالَ ذروة الإيمان أربع خلال الصبر للحكم والرضا بالقدر والإخلاص للتوكل والاستسلام للرب ولولا ثلاث خلال صلح الناس شح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه قَالَ نعيم حدثني به بقية بن الوليد‏.‏

124- أَخْبَرَنَا يحيى بن أبي عَمْرو السيباني عَن سَعِيد بن جابر أن أبا الدرداء قَالَ إذا قضى الله قضاء أحب أن يرضى بقضائه‏.‏

125- أَخْبَرَنَا هشام بن حسان عَنِ الْحَسَنِ قَالَ قَالَ عَبد الله بن مَسْعود ما أبالي إذا رجعت إلى أهلي على أي حال أراهم أبسراء أم بضراء وما أصبحت على حال فتمنيت أني على سواها‏.‏

126- أَخْبَرَنَا مجالد بن سَعِيد عَن الشعبي قَالَ قحط المطر في زمن عيسى ابن مريم فمرت سحابة فنظر عيسى ابن مريم فإذا فيها ملك يسوقها فناداه فقال إلى أين فقال إلى أرض فلان فانطلق عيسى حتى أتاه فإذا هو يصلح بالمسحاة سواقيها فقال أردته أكثر منه ‏,‏ يعني المطر قَالَ لاَ ‏,‏ قَالَ فأقل منه قَالَ لاَ ‏,‏ قَالَ فما تصنع في زرعك العام قَالَ وأي زرع إنه يأكله اليرقان وكذا قَالَ فما صنعت عام أول قَالَ جعلته ثلاثة أثلاث ثلثا للأرض ‏,‏ والبقر ‏,‏ والعيال وثلثا للفقراء ‏,‏ والمساكين ‏,‏ وابن السبيل وثلثا لأجلي فقال عيسى ما أدري أي هذه الثلاثة أعظم أجرا‏.‏

127- أَخْبَرَنَا عَبد الله بن بجير قَالَ حدثني أبو العلاء بن الشخير حديثا يرفعه إلى النبي عليه السلام قَالَ إذا أراد الله بعبد خيرا أرضاه بما قسم له وبارك له فيه وإذا لم يرد به خيرا لم يرضه بما قسم له ولم يبارك له فيه‏.‏

128- أَخْبَرَنَا عمارة بن زاذان عَن مكحول الأزدي قَالَ سَمِعْتُ ابن عُمَر يقول إن الرجل يستخير الله تبارك وتعالى فيختار له فيسخط على ربه عز وجل فلا يلبث أن ينظر في العاقبة فإذا هو خير له‏.‏

129- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن سليمان عَن خيثمة عَن ابن مَسْعود قَالَ إن الرجل ليشرف على الأمر من التجارة أو الإمارة حتى يرى أنه قد قدر عليه ذكره الله عز وجل من فوق سبع سموات فيقول اذهب فاصرف عَن عبدي هذا الأمر فإني إن أيسره له أدخله جهنم فيجيء الملك فيعوذه فيصرفه عنه فيظل يتظنى بجيرانه أنه سبقني فلان دهاني فلان وما صرفه عنه إلاَّ الله تبارك وتعالى‏.‏

في التوكل على الله

130- أَخْبَرَنَا ابن لَهِيعة عَن بكر بن سوادة حدثه عَن عبيدة أن أبا الدرداء بعث إلى حدير وكان في الصوائف فقال أستفق منه فلما جاءه قَالَ الحمد لله ذكرني ربي‏.‏

131- أَخْبَرَنَا رجل عَنِ الْحَسَنِ قَالَ لزم رجل باب عُمَر فكان عُمَر كلما خرج رآه بالباب فقال له يوما انطلق واقرأ القرآن فإنه يغنيك عَن باب عُمَر فانطلق الرجل فقرأ القرآن وفقده عُمَر فجعل يطلبه إذ رآه يوما فقال يا فلان لقد فقدناك فما الذي حبسك عنا قَالَ يا أمير المؤمنين أمرتني أن أقرأ القرآن فقرأته فأغناني عَن باب عُمَر فقال وما قرأت قَالَ قرأت وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ فقال عُمَر فقه الرجل لاَ كل هذا‏.‏

132- أَخْبَرَنَا بشير أبو إسماعيل عَن سيار عَن طارق عَن ابن مَسْعود قَالَ قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصابته فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته ومن أنزلها بالله تبارك وتعالى أوشك الله له بالغنى إما موتا عاجلا أو غنى آجلا‏.‏

133- أَخْبَرَنَا شُعْبَة عَن معاوية بن قرة قَالَ سَمِعْتُ رجُلاً يحدث عَن عَبد الله بن مَسْعود لو دخل العسر جحرا لجاء اليسر حتى يدخل عليه لأن الله تبارك وتعالى يقول فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا‏.‏

134- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن عَبد العزيز بن رفيع عَن أبي ثمامة قَالَ قَالَ الحواريون لعيسى ابن مريم أَنَا من المخلص لله قَالَ الذي يعمل العمل لله لاَ يحب أن يحمده الناس عليه قالوا فمن الناصح لله قَالَ الذي يبدأ بحق الله قبل حق الناس‏.‏‏.‏‏.‏ حق الله على حق الناس وإذا حضره أمران أمر الدنيا وأمر الآخرة بدأ بأمر الآخرة ثم تفرغ لأمر الدنيا‏.‏

باب‏:‏ في خوف الله واجتناب معاصيه

135- أَخْبَرَنَا شريك عَن منصور عَن مجاهد في قوله وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ قَالَ هو لمن هم بسيئة فذكر الله فتركها‏.‏

136- أَخْبَرَنَا شبل عَن ابن أبي نجيح عَن مجاهد قَالَ هو الرجل يخلو بمعصية الله فيذكر مقام الله فيدعها فرقا من الله‏.‏

137- أَخْبَرَنَا شريك عَن سالم عَن سَعِيد بن جبير في قوله يُؤْتُونَ مَا آتَوا قَالَ يعطون ما أعطوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ قَالَ يخشون الموقف يعلمون ما من بين أيديهم من الحساب‏.‏

138- أَخْبَرَنَا ابن لَهِيعة عَن عطاء بن دينار عَن سَعِيد بن جبير قَالَ الخشية أن تخشى الله حتى تحول خشيته بينك وبين معصيته فتلك الخشية والذكر طاعة الله ومن أطاع الله فقد ذكره ومن لم يطع الله فليس بذاكر وإن أكثر التسبيح وتلاوة الكتاب‏.‏

139- قَالَ سَمِعْتُ السدي يقول في قوله إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ قَالَ هو الرجل يريد أن يظلم أو قَالَ يهم بمعصية فيقال له اتق الله فيجل قلبه‏.‏

140- أَخْبَرَنَا ابن لَهِيعة عَن عطاء بن دينار عَن سَعِيد بن جبير قَالَ الغرة من الله أن يصر العبد في معصية الله ويتمنى على الله في ذلك والغرة في الدنيا أن يغتر بها وأن تشغله عَن الآخرة أن يمهد لها ‏,‏ ويعمل لها كقول العبد إذا أفضى إلى الآخرة يا ليتني قدمت لحياتي وأما متاع الغرور فهو ما يلهيك عَن طلب الآخرة فهو متاع الغرور وما لم يلهك فليس بمتاع الغرور ولكنه متاع بلاغ إلى ما هو خير منها‏.‏

141- أَخْبَرَنَا حيوة بن شريح قَالَ أَخْبَرَنَا أبو هانئ الخولاني أنه سمع عَمْرو بن مالك الجنبي يقول سمعت فضالة بن عُبَيد يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المجاهد من جاهد نفسه لله‏.‏

142- أَخْبَرَنَا سَعِيد بن أبي أيوب قَالَ حدثني سهيل بن أبي الجعد أو الأجدل أنه سمع سعيدا المقبري يذكر عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ الجريء حق الجريء إذا حضر العدو ولى فرارا والجبان كل الجبان الذي إذا حضر العدو حمل فيهم حتى يكون منهم ما شاء الله فقيل له يا أبا هريرة أخبرني كيف هذا قَالَ إن الذي يفر اجترأ على الله والجبان من خشي الله‏.‏

143- أَخْبَرَنَا علي بن علي الرفاعي عَنِ الْحَسَنِ قَالَ بينما رجلان من صدر هذه الأمة يتراجعان بينهما أمر الناس فقال أحدهما للآخر ما بطأ بهم عَن هذا الأمر بعدما زعموا أن قد آمنوا قَالَ جعل يقول ضعف الناس والذنوب والشيطان يعرض بأمر لاَ يوافق الذي في نفسه فقال أبطأ بهم وثبرهم عَن هذا الأمر بعدما زعموا أن قد آمنوا أن الله تبارك وتعالى أشهد الدنيا وعيب الآخرة فأخذ الناس بالشاهد وتركوا الغائب والذي نفس عَبد الله بن قيس لو أن الله قهر إحداهما إلى جانب الأخرى حتى يعاينهما الناس ما عدلوا ولا ميلوا‏.‏

144- أَخْبَرَنَا ابن عُيَينة عَن أبي حيان قَالَ استأذن سعد بن معاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتي أصهارا له من أهل البادية فأذن له فلبث ما شاء الله ثم رجع ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد فدخل وهو يقلب يده فقال النبي عليه السلام لقد رأى سعد عجبا فقال يا رسول الله أتيتك من عند قوم إنما همهم فيما هم أنعامهم فيه من لذات بطونهم وفروجهم فقال لقد رأى سعد عجبا أفلا أخبرك بما هو أعجب من ذلك من عرف مثل الذي أنكرتم وفعله كفعلهم‏.‏

باب‏:‏ في ذكر الموت

145- أَخْبَرَنَا عَبد الرحمن بن زيد بن أسلم عَنْ أَبِيهِ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول أكثروا ذكر هازم اللذات الموت‏.‏

146- حَدَّثَنَا نعيم قَالَ حَدَّثَنَا الفضل بن موسى عَن مُحَمد بن عَمْرو بن علقمة عَن أبي سلمة بن عَبد الرحمن عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثروا من ذكر هاذم اللذات الموت‏.‏

147- أَخْبَرَنَا عيسى قَالَ بلغنا عَن أبي جعفر أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ لكل ساع غاية وغاية كل ساع الموت فسابق ومسبوق‏.‏

148- أَخْبَرَنَا مالك بن مغول قَالَ قَالَ ابن مَسْعود كفى بالموت واعظا وكفى باليقين غنى وكفى بالعبادة شغلا‏.‏

149- أَخْبَرَنَا مالك بن مغول عَن عَبد الملك بن عمير قَالَ قَالَ أبو الدرداء من أكثر ذكر الموت قل فرحه وقل حسده‏.‏

150- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن رجل قَالَ لم ينزل الموت حق منزلته من عد غدا من أجله‏.‏

151- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِيهِ عَن بعض أصحابه عَن ربيع بن خثيم أنه قيل له كيف أصبحت يا أبا يزيد قَالَ أصبحنا ضعفاء مذنبين نأكل أرزاقنا وننتظر آجالنا‏.‏

152- أَخْبَرَنَا الحسن بن صالح أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لو أن البهائم تعلم من الموت ما تعلمون ما أكلتم منها سمينا‏.‏

153- أَخْبَرَنَا عيسى عَن عَمْرو بن مرة قَالَ حضر رجُلاً من أصحاب عَبد الله الموت فجعل يقول الموت فقالوا له اتق الله فقد كنت وكنت فقال الموت يا ليت أمي لم تلدني‏.‏

154- أَخْبَرَنَا عَبد الوهاب بن الورد قَالَ أخبرني سلم بن بشير بن جحل أن أبا هريرة بكى في مرضه فقيل له ما يبكيك فقال أما إني لاَ أبكي على دنياكم هذه ولكني أبكي على بعد سفري وقلة زادي وإني أمسيت في صعود مهبطة على جنة ونار لاَ أدري إلى أيتهما يؤخذ بي‏.‏

155- أَخْبَرَنَا ابن لَهِيعة قَالَ حدثني أبو قبيل عَن أبي عَبد الرحمن المري أنه سمع علي بن أبي طالب يقول ألا أخبركم بأفضل الحسرات رجل جمع درهما إلى درهم وقيراطا إلى قيراط ثم مات وورثه غيره فوضعه في حقه ولم يمسكه عَن حقه‏.‏

156- أَخْبَرَنَا حنظلة بن أبي سفيان قَالَ حَدَّثَنَا ابن أبي مليكة قَالَ سَمِعْتُ يزيد بن معاوية يقول في خطبته أيكم ما مرض مرضا أشفي منه فلينظر أي عمل كان أغبط عنده فليلزمه وأي عمله كان أكره عنده فليذره‏.‏

157- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن عاصم عَن أبي وائل عَن عَمْرو بن شرحبيل إنني اليوم لأشيق للموت خفيف الحاذ ما علي دين ما أدع عيالا أخاف عليهم الضيعة إلاَّ هول المطلع فإذا أنا مت فأسرعوا بي إلى حفرتي واطرحوا علي أطباقا من قصب فإني رأيت المهاجرين يستحبونه على ما سواه ولا تطيلوا جدثي في السماء‏.‏

158- حَدَّثَنَا نعيم قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيد بن عَبد الرحمن الرؤاسي عَن هشام بن عروة عَن أخيه عَبد الله بن عروة قَالَ توفي رجل قَالَ فجعل أبو هريرة يمر بالمجالس ويقول إن أخاكم فلانا توفي فاشهدوا جنازته‏.‏

باب‏:‏ في قول عُمَر بن الخطاب وعمرو بن العاص عند الموت

159- أَخْبَرَنَا يُونُس عَنِ الزُّهْرِيِّ عَن حُمَيد بن عَبد الرحمن عَن عَبد الله بن عَمْرو بن العاص أن عَمْرو بن العاص لما حضرته الوفاة قَالَ أي بني إذا مت فكفني في ثلاثة أثواب أزرني إحداهن ثم شقوا لي الأرض شقا وسنوا علي التراب سنا فإني مخاصم اللهم أمرت بأمور ونهيت عَن أمور اللهم فتركنا كثيرا مما أمرت به ووقعنا في كثير مما نهيت عنه اللهم لاَ إله إلاَّ أنت ثم أخذ بإبهامه فلم يزل يهلل حتى فاظ‏.‏

باب‏:‏ ما يبشر به الميت عند الموت ‏,‏ وثناء الملكين عليه

160- أَخْبَرَنَا أسامة بن زيد عَن سعد بن إبراهيم رفع الحديث إلى بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ إذا فنيت أيام الدنيا عَن هذا المؤمن بعث الله إلى نفسه من يتوفاها قَالَ فقال صاحباه اللذان يحفظان عليه عمله إن هذا قد كان لنا أخا وصاحبا وقد حان اليوم منه الفراق فأذنوا لنا أو قَالَ دعونا نثني على أخينا فيقال أثنيا عليه فيقولان جزاك الله عنا خيرا ورضي عنك وغفر لك وأدخلك الجنة فنعم الأخ كنت والصاحب ما كان أيسر مؤنتك وأحسن معونتك على نفسك ما كانت خطاياك تمنعنا أن نصعد إلى ربنا ونسبح بحمده ونقدس له ونسجد له ويقول الذي يتوفى نفسه اخرج أيها الروح الطيب إلى خير يوم مر عليك فنعم ما قدمت لنفسك اخرج إلى الروح والريحان وجنات النعيم ورب عليك غير غضبان وإذا فنيت أيام الدنيا عَن العبد الكافر بعث إلى نفسه من يتوفاها فيقول صاحباه اللذان كانا يحفظان عليه عمله إن هذا قد كان لنا صاحبا وقد حان منه فراق فأذنوا لنا أو دعونا نثني على صاحبنا فيقول أثنيا عليه فيقولان لعنة الله وغضبه عليه ولا غفر له وأدخله النار فبئس الصاحب ما كان أشد مؤنته وما كان يعين على نفسه إن كانت خطاياه وذنوبه لتمنعنا أن نصعد إلى ربنا فنسبح له ونقدس له ونسجد له فيقول الذي يتوفى نفسه اخرج أيها الروح الخبيث إلى شر يوم مر عليك فبئس ما قدمت لنفسك اخرج إلى الحميم وتصلية الجحيم ورب عليك غضبان‏.‏

161- أَخْبَرَنَا رجل عَن عَبد الله بن سَعِيد بن أبي هند عَن أبي عُبَيد صاحب سليمان أن العبد المؤمن إذا مات تنادت بقاع الأرض مات عَبد الله المؤمن قَالَ فتبكي عليه السماء والأرض فيقول الرحمن تبارك وتعالى ما يبكيكما على عبدي فيقولان يا ربنا لم يمش على ناحية منا قط إلاَّ وهو يذكرك‏.‏

162- أَخْبَرَنَا الأوزاعي قَالَ حدثني أسيد بن عَبد الرحمن قَالَ بلغني أن المؤمن إذا مات وحمل قَالَ أسرعوا بي فإذا وضع في لحده كلمته الأرض فقالت له إن كنت لأحبك وأنت على ظهري فأنت الآن أحب إلي فإذا مات الكافر وحمل قَالَ ارجعوا بي ارجعوا بي فإذا وضع في لحده كلمته الأرض فقالت إن كنت لأبغضك وأنت على ظهري فأنت الآن أبغض إلي‏.‏

163- أَخْبَرَنَا داود بن نافذ قَالَ سمعت عَبد الله بن عُبَيد بن عمير يقول بلغني أن الميت يقعد في حفرته وهو يسمع وخط مشيعيه ولا يكلمه شيء أول من حفرته تقول ويحك ابن آدم أليس قد حذرتني وحذرت ضيقي وظلمتي ونتني وهذا ما أعددت لك فما أعددت لي‏.‏

باب‏:‏ في أرواح المؤمنين

164- أَخْبَرَنَا ابن لَهِيعة قَالَ حدثني يزيد بن أبي حبيب أن منصور بن أبي منصور حدثه قَالَ سألت عَبد الله بن عَمْرو فقلت أخبرني عَن أرواح المسلمين أين هي حين يموتون قَالَ ما تقولون أنتم يا أهل العراق قلت لاَ أدري قَالَ فإنها في صور طير بيض في ظل العرش وأرواح الكافرين في الأرض السابعة فإذا مات رجل مؤمن ومر به على المؤمنين وهم في أندية ويسألونه عَن أصحابهم فإن قَالَ قد مات قالوا قد سفل به وإن كان كافرا هوي به إلى الأرض السافلة فيسألونه عَن الرجل فإن قَالَ قد مات قالوا علي به قَالَ يزيد كان بعض العلماء يقول إني لأستحيي من الأموات كما أستحيي من الأحياء‏.‏

باب‏:‏ في عرض عمل الأحياء على الأموات

165- أَخْبَرَنَا صفوان بن عَمْرو قَالَ حدثني عَبد الله بن جبير بن نفير أن أبا الدرداء كان يقول إن أعمالكم تعرض على موتاكم فيسرون ويساءون قَالَ يقول أبو الدرداء اللهم إني أعوذ بك من أن أعمل عملا يخزى به عَبد الله بن رواحة‏.‏

166- أَخْبَرَنَا رجل من الأنصار عَن المنهال بن عَمْرو أنه سمع سَعِيد بن المُسَيَّب يقول ليس من يوم إلاَّ يعرض فيه على النبي صلى الله عليه وسلم أمته غدوة وعشية فيعرفهم بسيماهم ليشهد عليهم يقول الله تبارك وتعالى فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا‏.‏

باب‏:‏ في كراهية البنيان

167- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ بن راشد عَن رجل عَن سليمان بن حبيب حَدَّثَنَا داود الأبلي قَالَ قَالَ عُمَر بن عَبد العزيز بنى ملك من الملوك بنيانا ثم صنع للناس طعاما فدخلوا ينظرون إليه ويسألهم قوم من أهله هل ترون عيبا فيقولون لاَ حتى دخل عليهم عابدان فقالا نعم نرى عيبا قَالَ وما عيبه قالا يخرب ويموت أهله ثم سألهم الملك هل عاب واحد بنياني قالوا لاَ إلاَّ رجلين تافهين ليسا بشيء ‏,‏ قَالَ هل تعرفونهما قالوا لاَ ‏,‏ قَالَ اطلبوهما فطلبوهما فجاءوا بهما فقال هل تعلمان في بنياني عيبا قالا نعم ‏,‏ قَالَ ما هو قالا يخرب ويموت أهله فرفعوا منزلتهما قَالَ فما تأمراني قالا تعمل لآخرتك‏.‏

باب‏:‏ الندم على الخطيئة

168- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَن عَبد الكريم الجزري ‏,‏ عَن عَبد الله قَالَ الندم توبة‏.‏

169- وعن عَبد الكريم عَن أبي هاشم عَن عَبد الله بن معقل عَن ابن مَسْعود مثله‏.‏

باب‏:‏ في محو الحسنات السيئات

170- أَخْبَرَنَا ابن لَهِيعة قَالَ حدثني يزيد بن أبي حبيب قَالَ حَدَّثَنَا أبو الخير أنه سمع عقبة بن عامر يقول قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إن مثل الذي يعمل السيئات ثم يعمل الحسنات كمثل رجل كانت عليه درع ضيقة قد خنقته ثم عمل حسنة فانفكت حلقة ثم عمل أخرى فانفكت حلقة ثم عمل أخرى فانفكت أخرى حتى يخرج إلى الأرض‏.‏

171- أَخْبَرَنَا عَبد الحميد بن بهرام عَن شهر بن حوشب عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ بينما المسيح مرة في رهط من الحواريين بين نهر جار وحية منتنة أقبل طائر حسن اللون يتلون كأنما هو الذهب فوقع قريبا فانتفض فسلخ عنه مسكه فإذا هو أقبح شيء‏.‏‏.‏‏.‏ أقيرع أحيمر فانطلق صلى الله عليه وسلم‏.‏‏.‏‏.‏ فخلع مسلاخه فخرج أقرع أحمر كأقبح ما يكون فأتى بركة فتلوث في حمأتها فخرج أسود قبيحا فاستقبل جرية الماء فاغتسل ثم عاد إلى مسلاخه فلبسه فعاد إليه حسنه وجماله حتى رجع إلى مسكه فتدرعه كما كان أول مرة فكذلك عامل الخطيئة حين يخرج من دينه ويكون في الخطايا وكذلك مثل التوبة كمثل اغتساله من النتن في النهر الضحضاح ثم راجع دينه حتى تدرع مسكه وتلك الأمثال‏.‏

باب‏:‏ في‏.‏‏.‏‏.‏

172- عَن أبي بن كعب قَالَ إن آدم كان رجُلاً طوالا كأنه نخلة سحوق‏.‏‏.‏‏.‏ ستين ذراعا وكان كثير شعر الرأس فلما وقع فيما وقع فيه من الخطيئة بدت له عورته وكان لاَ يراها قبل ذلك فانطلق هاربا فأخذت برأسه شجرة من شجر الجنة فقال لها أرسليني قالت لست مرسلتك ‏,‏ قَالَ فناداه ربه عز وجل أمني تفر قَالَ أي رب لاَ أستحييك‏.‏ قَالَ فناداه وإن المؤمن يستحيي ربه عز وجل من الذنب إذا وقع به ثم يعلم بحمد الله أين المخرج يعلم أن المخرج في الاستغفار والتوبة إلى الله عز وجل‏.‏

173- قَالَ قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم خدت الدموع في وجهه كتخديد الماء في الأرض‏.‏

174- أَخْبَرَنَا ابن لَهِيعة عَن خالد بن يزيد عَن سَعِيد بن أبي هلال أن داود النبي صلى الله عليه كان يعوده الناس ما يظنون إلاَّ أنه مريض وما به إلاَّ شدة الفرق من الله‏.‏

175- أَخْبَرَنَا وهيب قَالَ كان عيسى ابن مريم يقول حب الفردوس وخشية جهنم يورثان الصبر على المشقة ويباعدان العبد من راحة الدنيا‏.‏

في خشوع سليمان صلى الله عليه وسلم

176- أَخْبَرَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ عَن عَبد الرحمن بن زياد عَن سلامان بن عامر قَالَ قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيتم سليمان وما أعطي من ملكه فإنه لم يرفع رأسه إلى السماء تخشعا حتى قبضه الله‏.‏

باب‏:‏ طعام يحيى بن زكريا

177- أَخْبَرَنَا مالك بن أنس عَن حُمَيد الأعرج عَن مجاهد قَالَ كان طعام يحيى بن زكريا عليهما السلام العشب وإن كان ليبكي من خشية الله ما لو كان القار على عينيه لخرقته دموعه ولقد كانت الدموع اتخذت مجرى في وجهه‏.‏

178- أَخْبَرَنَا الليث بن سعد قَالَ حدثني عقيل بن خالد عَن ابن شهاب قَالَ جلست يوما إلى أبي إدريس الخولاني وهو يقص فقال ألا أخبركم بمن كان أطيب الناس طعاما فلما رأى الناس قد نظروا إليه قَالَ إن يحيى بن زكريا كان أطيب الناس طعاما إنما كان يأكل مع الوحوش كراهية أن يخالط من معايشهم‏.‏

باب‏:‏ في أيوب النبي صلى الله عليه وما أصابه من البلاء

179- أَخْبَرَنَا يُونُس بن يزيد عَن عقيل عَن ابن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوما أيوب النبي وما أصابه من البلاء وذكر أن البلاء الذي أصابه كان به ثماني عشرة سنة حتى لم يبق منه إلاَّ عيناه تدوران ولسانه صحيح يذكر الله تبارك وتعالى به وفؤاده صحيح وعقله على حاله الأولى فأما جسده فقد اعترقه البلاء حتى لم يبق شيء إلاَّ أوصاله بعضها إلى بعض عروقه وعصبه وكما شاء أن يكون من جلده مع ذهاب الأهل والمال وكان كذلك ثمانية عشرة سنة حتى تفرق عنه إخوانه ومله الناس وصابره رجلان كانا من أخص إخوانه وأصحابه فكان يأتيانه بكرة وعشية فيحدثانه قَالَ وكانت امرأة أيوب صلى الله عليه تقوم عليه وكان إذا خرج إلى حاجته فراث عليها اتبعته فتجده مرارا كثيرة ساقطا فترفعه وتحمله حتى تأتي به إلى منزله فقال أحد صاحبيه للآخر أما يعجبك شأن أيوب إنه في هذا البلاء منذ ثمانية عشرة سنة لاَ يرحمه الله مما به إني لأظنه قد أذنب ذنبا ما عمل أحد مثله قط فقال له صاحبه هو عَبد الله ونبيه وهو أعلم به فلما كان العشي راحا إليه كما كانا يصنعان فحدثاه وقصرا عنه ثم أبت نفس الرجل إلاَّ أن يكلمه فقال يا نبي الله لقد أعجبني أمرك وذكرت إلى أخيك وصاحبك أنه قد ابتلاك بذهاب الأهل والمال وفي جسدك منذ ثمانية عشرة سنة حتى بلغت ما ترى لاَ يرحمك الله فيكشف عنك لقد أذنبت ذنبا ما أظن أن أحدا بلغه فقال أيوب صلى الله عليه وسلم ما أدري ما تقولان ‏,‏ غير أن ربي عز وجل يعلم أني كنت أمر على الرجلين يتزعمان فكل يحلف بالله أو على النفر يتزعمون فأنقلب إلى أهلي فأكفر عَن أيمانهم كراهية أن لاَ يأثم أحدهم ولا يذكره أحد إلاَّ بحق فنادى ربه أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ وإنما كان دعاؤه عرضا عرضه على الله تبارك وتعالى يخبره بالذي بلغ صابرا لما يكون من الله تبارك وتعالى فيه فخرج لما كان يخرج إليه من حاجته فأوحى الله إليه ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ فاغتسل فأعاد الله لحمه وشعره وبشره على أحسن ما كان يكون وشرب فأذهب الله ما كان في جوفه من ألم وضعف فأنزل الله عليه ثوبين من السماء فاتزر بأحدهما وارتدى بالآخر ثم أقبل يمشي إلى منزله وراث على امرأته فأقبلت حتى لقيته وهي لاَ تعرفه فسلمت عليه وقالت أي رحمك الله هل رأيت هذا الرجل المبتلى قَالَ من هو قالت نبي الله أيوب صلى الله عليه أما والله ما رأيت أحدا قط أشبه به منك إذ كان صحيحا ‏,‏ قَالَ فإني أيوب وأخذ ضغثا ضربها به - فزعم ابن شهاب أن ذلك الضغث كان ثماما - ورد الله إليه أهله ومثلهم معهم فأقبلت سحابة حتى سجلت في أندر قمحه ذهبا حتى امتلأت وأقبلت سحابة أخرى إلى أندر شعيره وقطانيه فسجلت فيه ورقا حتى امتلأ‏.‏

باب‏:‏ في الصبر والشكر

180- أَخْبَرَنَا المثنى بن الصباح عَن عَمْرو بن شعيب عَنْ أَبِيهِ عَن جده قَالَ سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خصلتان من كانتا فيه كتبه الله شاكرا صابرا ومن لم يكونا فيه لم يكتبه الله شاكرا ولا صابرا من نظر في دينه إلى من هو فوقه فاقتدى به ونظر في دنياه إلى من هو دونه‏.‏‏.‏‏.‏ سنة نبيه فحمد الله على ما فضله به كتبه الله شاكرا صابرا ومن نظر في دينه إلى من هو دونه ونظر في دنياه إلى من هو فوقه فأسف على ما فاته لم يكتبه الله شاكرا ولا صابرا‏.‏

في الحرص على جمع المال والشرف

181- أَخْبَرَنَا زكريا بن أبي زائدة عَن مُحَمد بن عَبد الرحمن بن سعد بن زرارة عَن ابن كعب بن مالك الأنصاري عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ذئبان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه‏.‏

في التهليل والحمد والاستغفار والاسترجاع

182- أَخْبَرَنَا المثنى بن الصباح عَن عَمْرو بن شعيب عَنْ أَبِيهِ عَن عَبد الله بن عَمْرو بن العاص قَالَ أربع خصال من كن فيه بنى الله له بيتا في الجنة من كان عصمة أمره لاَ إله إلاَّ الله وإذا أصابته مصيبة قَالَ إنا لله وإذا أعطي شيئا قَالَ الحمد لله وإذا أذنب ذنبا قَالَ أستغفر الله‏.‏

باب‏:‏ في الاستهانة بنعمة الله

183- أَخْبَرَنَا بقية بن الوليد قَالَ حَدَّثَنَا أبو سلمة الحمصي عَن يحيى بن جابر الطائي قَالَ قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إن امرأة من بني إسرائيل أنجت صبيا لها بكسرة من خبز ثم جعلتها في جحر فسلط الله عز وجل عليها الجوع حتى أكلتها‏.‏

184- أَخْبَرَنَا بقية قَالَ أَخْبَرَنَا أبو سلمة الحمصي قَالَ قَالَ أبو الدرداء أحسنوا مجاورة نعم الله لاَ تملوها ولا تنفروها فإنها لقلما نفرت عَن قوم فعادت إليهم‏.‏

في التواضع

185- أَخْبَرَنَا عَبد الرحمن المسعودي قَالَ حَدَّثَنَا عون بن عَبد الله رفعه قَالَ من كان في صورة حسنة وفي موضع لاَ يشينه ووسع عليه من الرزق ثم تواضع لله تبارك وتعالى كان من خالصي الله‏.‏

في تعظيم المنافق

186- أَخْبَرَنَا ابن حوط عَن قتادة عَن عَبد الله بن بريدة عَنْ أَبِيهِ عَن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ إذا قَالَ الرجل للمنافق سيدا فقد أهان الله‏.‏

في كراهية مشية المطيطاء

187- أَخْبَرَنَا موسى بن عبيدة عَن عَبد الله بن دينار عَن ابن عُمَر قَالَ قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مشت أمتي المطيطاء وخدمتهم أبناء الملوك أبناء فارس والروم سلط الله شرارها على خيارها‏.‏